جوليا فوكس والمملّون- بحثاً عن الذات بين الغرابة والتطبيع.
المؤلف: مي خالد10.13.2025

في مطلع شهر ديسمبر، وتحديدًا في الثالث منه، قامت صحيفة نيويورك تايمز بنشر حوارًا شيقًا مع عارضة الأزياء والممثلة المتألقة، جوليا فوكس، تحت عنوان لافت: «دليل جوليا فوكس إلى أن تكون غريب الأطوار». وفي هذا الحوار، تصنف فوكس نفسها بفخر كعارضة أزياء تمثل فئة "الغريبات"، معبرة عن دعمها وتشجيعها لهن. وتقول: «لا أشعر بالضيق إطلاقًا عندما يستوحي الآخرون أفكارهم مني. بل على العكس، أرغب بشدة في توجيه المزيد من النساء، لكي يشعرن بالثقة والإلهام، وأنه إذا استطعت أنا تحقيق ذلك، فإنهن قادرات أيضًا على أن يحذوا حذوي». وتشارك فوكس نصائحها حول كيفية التحدث والتعبير عن الذات بطريقة فريدة ومختلفة، قائلة: «سأبلور نفسي وأعيش حقيقتي كما هي». وتصف نفسها بأنها «منهكة من محاولة التظاهر بأنها طبيعية طوال الوقت». وتضيف المزيد من القواعد لكونك غريب الأطوار، مثل ارتداء ملابس من مصممين مغمورين لديهم عدد قليل من المتابعين على إنستغرام، والتجمع في أماكن محددة مثل سانت ماركس بليس في مدينة نيويورك.
وفي سياق مختلف، نشرت مجلة نيويورك في عددها الصادر في التاسع عشر من نوفمبر مقالًا مثيرًا للاهتمام بقلم كاتي شنايدر، يتناول حركة جديدة تسمى "الحركة المملة". هذه الحركة تضم مجموعة من الأشخاص الذين يتقبلون واقع أنهم ليسوا فريدين من نوعهم، وأنهم يعيشون حياة روتينية غير مثيرة، وأنهم يستسلمون للملاحظات التي تُطلق عليهم بأنهم أشخاص مملون. وقد لاقت هذه الحركة رواجًا واسعًا، حيث يضم نادي الرجال الممل أكثر من مليون عضو على موقع فيسبوك، بالإضافة إلى وجود نادٍ موازٍ للنساء المملات. وتشير كاتي شنايدر إلى أن الأشخاص المملين موجودون منذ فترة طويلة، ولكن في ظل الثقافة المهووسة بالجديد والمثير، بدأ هؤلاء الأشخاص في تقبل أنفسهم كأشخاص عاديين، ثم قرروا القيام بشيء حيال ذلك. وقد ظهرت فجأة طريقة "صحيحة" لتكون مملًا، على سبيل المثال، يجب أن تطلق على نفسك لقب "ممل" وليس "غبي".
من منظور تاريخي وفلسفي، كان الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو مهتمًا جدًا بعملية أطلق عليها اسم "التطبيع". وقد درس هذه العملية بتعمق، وكيف تحدث في مؤسسات مختلفة مثل السجون والمدارس ومصحات الأمراض العقلية والمستشفيات. وكان فوكو مهتمًا بشكل خاص بالطرق التي يتلقى بها الناس التعليمات حول كيفية التصرف بطريقة "طبيعية"، وكيف يكونون مرضى، وكيف يكونون مجانين، وكيف يكونون طفوليين، وكيف يكونون مجرمين. وإذا كان فوكو حيًا بيننا اليوم، فربما كان سينضم إلى قروب الفيسبوك الخاص بجماعة المملين، ويتابع آخر صيحات موضة غريبي الأطوار، ليضيف لمسة فلسفية عميقة إلى هذا المشهد الاجتماعي المعاصر.
وفي سياق مختلف، نشرت مجلة نيويورك في عددها الصادر في التاسع عشر من نوفمبر مقالًا مثيرًا للاهتمام بقلم كاتي شنايدر، يتناول حركة جديدة تسمى "الحركة المملة". هذه الحركة تضم مجموعة من الأشخاص الذين يتقبلون واقع أنهم ليسوا فريدين من نوعهم، وأنهم يعيشون حياة روتينية غير مثيرة، وأنهم يستسلمون للملاحظات التي تُطلق عليهم بأنهم أشخاص مملون. وقد لاقت هذه الحركة رواجًا واسعًا، حيث يضم نادي الرجال الممل أكثر من مليون عضو على موقع فيسبوك، بالإضافة إلى وجود نادٍ موازٍ للنساء المملات. وتشير كاتي شنايدر إلى أن الأشخاص المملين موجودون منذ فترة طويلة، ولكن في ظل الثقافة المهووسة بالجديد والمثير، بدأ هؤلاء الأشخاص في تقبل أنفسهم كأشخاص عاديين، ثم قرروا القيام بشيء حيال ذلك. وقد ظهرت فجأة طريقة "صحيحة" لتكون مملًا، على سبيل المثال، يجب أن تطلق على نفسك لقب "ممل" وليس "غبي".
من منظور تاريخي وفلسفي، كان الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو مهتمًا جدًا بعملية أطلق عليها اسم "التطبيع". وقد درس هذه العملية بتعمق، وكيف تحدث في مؤسسات مختلفة مثل السجون والمدارس ومصحات الأمراض العقلية والمستشفيات. وكان فوكو مهتمًا بشكل خاص بالطرق التي يتلقى بها الناس التعليمات حول كيفية التصرف بطريقة "طبيعية"، وكيف يكونون مرضى، وكيف يكونون مجانين، وكيف يكونون طفوليين، وكيف يكونون مجرمين. وإذا كان فوكو حيًا بيننا اليوم، فربما كان سينضم إلى قروب الفيسبوك الخاص بجماعة المملين، ويتابع آخر صيحات موضة غريبي الأطوار، ليضيف لمسة فلسفية عميقة إلى هذا المشهد الاجتماعي المعاصر.